الحمد لله رب العالمين، أمر بإقامة الصلاة، والمحافظة عليها مدى الحياة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وماله من ألأسماء والصفات، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله كانت قرة عينه في الصلاة، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ذوى المناقب والمكرمات وسلم تسليماً كثيراً... أما بعد:
فيا أيها المقصر في صلاتك اتق الله في السر والعلن، وتجنب المعاصي ما ظهر منها وما بطن . حافظ على الصلوات ولازم الجمع والجمعات، فإن ذلك من أبلغ علامات الإيمان، قال الله تعالى { إنما يعمر مساجد الله من أمن بالله واليوم الآخر و أقام الصلاة وأتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى ألئك أن يكونوا من المهتدين}
أيها المقصر: إن للصلاة فضائل ومزايا لا توجد في غيرها من الأعمال: فهي أول ما فرض الله من الإسلام بعد الشهادتين، لأنها فرضت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ليلة الإسراء قبل هجرته إلى المدينة. والزكاة و الصوم و الحج، إنما فرض كل من هذه الأعمال في المدينة بعد الهجرة. والصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد من عمله فلم التهاون بها . قال صلى الله عليه وسلم { أول ما يحاسب به العبد من عمله يحاسب بصلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر } والصلاة لا يسقط فرضها بأي حال من الأحوال مادام عقل العبد ثابتاً فيصليها على حسب حاله ; فتجب على المقيم والمسافر والصحيح والمريض والآمن والخائف. فاليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل. فلإسلام لا يقوم إلا على الصلاة، كما أن البيت لا يقوم إلا على عامود يرفعه. والصلاة هي الفارقة بين المسلم والكافر .
فأسأل الله لي ولك الهداية والتقى والمحافظة على ما يحبه الله ويرضاه .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم[/size]